لقد كان زمننا أفضل بكثير من زمنكم هذا ..! أنتم ..! نعم أنتم أيها الحاضرون في هذا الزمن لا تعلمون شيئا ولا تعملون وليس هناك شيء يستحق المتعة والاِثارة في زمنكم ...! آآآه ليت الزمان يعود يوما ..!
هكذا كانت الكلمات التي أسمعها مرار وتكرار لكثير من كبار السن في البيئة المحيطة بي ، دائما ما يتحدثون عن قيم ذلك الزمن الغابر وعن أخلاقيات الذين عاشوا في تلك الفترة ..! اِنهم يتحدثون عن المبادىء والكرم يتحدثون عن العفة وصدق النية ، باختصار كان يتحدثون عن مكارم الأخلاق .
قليل من الدين وكثير من احترام العادات والتقاليد ، شيء يسر من العلم ولكن الكثير من الفطنة والفراسة ، كثير من الشغل والأعمال ولكن بطعم السعادة والفرح وهي الأنس والمتعة لهم . لا ينفك والدي عن ذكر مدى السعادة التي كان يعيشها بالرغم من كثير من التعب والاِرهاق بين جنبات تلك السعادة ..!
معطيات الحاضر وجماليات الماضي تغير النظرة الحالية
اندثار بعض العادات التي كان يمارسها واختفاء الكثير من المبادىء وفقد الأحباء وابتعاد الأصدقاء يمتخض عنه شعور بالوحدة وانطوائية تجعل من الصعب تقبل بعض الحقائق مما يجعله يتهكم من الحاضر بمن فيه وما فيه والترحم على الماضي لمن كان فيه وماكان فيه .؟
هل هي ديدنة البشر أن يشتاقوا الى الماضي ..!
اذا كان كبار السن يشتاقون الى الماضي لما تحمله من ذكريات جميلة وربما أيضا بسبب أن الكثيرين ممن صنعوا السعادة معهم جنبا الى جنب طوال تلك السنين قد أصبحت القبور بيوتا لهم ..!واذا لم يكن لديهم من يشاركوهم ذكرياتهم سوى الأبناء والأحفاد. فما هو عذرنا نحن ..! ونحن نشتاق الى أوقات ماضية كـ الطفولة مثلا ..! هل ذلك أن يعني أنه قد تقدم بنا العمر ..! مع أني أرفض هذه الفكرة واِن كانت واقعية ولكن الحنين الى الطفولة لا يعني سوى شيء واحد ..! لقد كبرت يا صديقي ...
الحنين الى الماضي ينم عن اِما عن هروب من الحاضر أو لجمال ذكريات الماضي مع مرير عيش الحاضر ..!
في هذه السن تراودني الأفكار بين الحين والأخر عن أيام الطفولة وشيء من المراهقة وحينها فقط أتذكر ماكان يردده أبي ( زمن الماضي الجميل ) وأعلم وقت اِذ أن العمر قد تقدم بي وأني كـ حال أبي وكثيرمن كبار السن أشتاق الى شيء ما في وقت ما لسبب ما ..!
.
.
.