السبت، مايو 22، 2010

فأر تحول الى نمر





بقلم د. محمود عمارة 8 / 3 / 2010

« بلد » مساحته تعادل مساحة محافظة الوادي الجديد في مصر «٣٢٠ ألف كيلو متر مربع » ... وعدد سكانه ٢٧ مليون نسمة ، أي ثلث عدد سكان المحروسة ... كانوا حتى عام 1981 يعيشون فى الغابات ، ويعملون فى زراعة المطاط ، والموز ، والأناناس ، وصيد الأسماك ... وكان متوسط دخل الفرد أقل من آلف دولار سنوياً ... والصراعات الدينية « ١٨ ديانة » هي الحاكم ... حتى أكرمهم الله برجل أسمه «mahadir bin mohamat‏» ، حسب ما هو مكتوب في السجلات الماليزية .. أو « مهاتير محمد » كما نسميه نحن .. فهو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء ... والدهم مدرس ابتدائي راتبه لا يكفي لتحقيق حلم ابنه « مهاتير » بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية .. فيعمل « مهاتير » بائع « موز » بالشارع حتى حقق حلمه.

ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة ... ويصبح رئيساً لإتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ... ليعمل طبيباً فى الحكومة الإنكليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت « ماليزيـا » في عام 1957، ويفتح عيادته الخاصة كـ « جراح » ويخصص نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء ... ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ، ويخسر مقعده بعد خمس سنوات ، فيتفرغ لتأليف كتاب عن « مستقبل ماليزيا الإقتصادي » في عام 1970 ... ويعاد انتخابه «سيناتور» في عام 1974 ... ويتم اختياره وزيراً للتعليم في عام 1975 ، ثم مساعداً لرئيس الوزراء في عام 1978 ، ثم رئيساً للوزراء في عام 1981 ، أكرر فى عام 1981 ، لتبدأ النهضة الشاملة التي قال عنها في كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي ..

فماذا فعل « الجراح الماليزي » ؟

أولاً : رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج ، التي يجب الوصول إليها خلال ١٠ سنوات .. وبعد ٢٠ سنة .. حتى عام 2020 !!!

ثانياً : قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة ، وبالتالي خصص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب والتأهيل للحرفيين .. والتربية والتعليم .. ومحو الأمية .. وتعليم الإنكليزية .. وفي البحوث العلمية .. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية .. فلماذا « الجيش » له الأولوية وهم ليسوا في حالة حرب أو تهديد ؟ ولماذا الإسراف على القصور ودواوين الحكومة والفشخرة والتهاني والتعازي والمجاملات والهدايا .. طالما أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع ؟

ثالثاً : أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته ، وأطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى « النهضة الشاملة » ، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا « بقطاع الزراعة » .. فغرسوا مليون شتلة « نخيل زيت » فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير « زيت النخيل » !!!

ففي قطاع السياحة .. قرر أن يكون المستهدف في عشر سنوات هو ٢٠ مليار دولار بدلاً من ٩٠٠ مليون دولار عام 1981 ، لتصل الآن إلى ٣٣ مليار دولار سنوياً .. وليحدث ذلك ، حّول المعسكرات اليابانية التي كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية .. لتصبح ماليزيا « مركزاً عالمياً » للسباقات الدولية فى السيارات ، والخيول ، والألعاب المائية ، والعلاج الطبيعي ، و... و... و....

وفي قطاع الصناعة .. حققوا فى عام 1996 طفرة تجاوزت ٤٦٪ عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية ، والحاسبات الإلكترونية.
وفي النشاط المالي .. فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم .. بتروناس .. يضمان ٦٥ مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها .. وأنشأ البورصة التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى ألفي مليون دولار يومياً.

وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض ، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير ، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة putrajaya‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التي يقطنها الآن أقل من ٢ مليون نسمة ، ولكنهم خططوا أن تستوعب ٧ ملايين عام 2020 ، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين والمقيمين والمستثمرين الذين أتوا من الصين والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض ، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة !!!

بإختصار .. إستطاع الحاج «مهاتير» من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة التي يشار إليها بالبنان ، بعد أن زاد دخل الفرد من ١٠٠ دولار سنوياً في عام 1981 عندما تسلم الحكم إلى ١٦ ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الإحتياطي النقدي من ٣ مليارات إلى ٩٨ ملياراً ، وأن يصل حجم الصادرات إلى ٢٠٠ مليار دولار ، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به ١٨ ديانة ، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسي فى عام 1981 كان عددهم ١٤ مليوناً والآن أصبحوا ٢٨ مليوناً ، ولم يتمسك بالكرسي حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه لأبنائه ..!
في عام 2003 وبعد ٢١ سنة ، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل ، رغم كل المناشدات ، ليستريح تاركاً لمن يخلفه « خريطة طريق » و« خطة عمل » اسمها « عشرين .. عشرين » .. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتي ستصبح رابع قوة إقتصادية فى آسيا بعد الصين ، واليابان ، والهند.

لهذا سوف يسجل التأريخ .. « أن هذا المسلم » لم ترهبه إسرائيل التي لم يعترفوا بها حتى اليوم ، كما ظل ينتقد نظام العولمة الغربي بشكله الحالي الظالم للدول النامية ، ولم ينتظر معونات أمريكية أو مساعدات أوروبية ، ولكنه اعتمد على الله ، وعلى إرادته ، وعزيمته ، وصدقه ، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على « الخريطة العالمية » ، فيحترمه الناس ، ويرفعوا له القبعة !!!
وهكذا تفوق « الطبيب الجراح » بمهارته وحبه الحقيقى لبلده واستطاع أن ينقل ماليزيا التى كانت « فأراً » إلى أن تصبح « نمراً » آسيوياً يعمل لها ألف حساب !!!أما « الجراحون » عندنا ، وفى معظم البلدان العربية ، فهم « كحلاقي القرية » الذين يمارسون مهنة الطب زوراً وبهتاناً .. فتجدهم ، إذا تدخلوا « بغبائهم » و« جهلهم » و« عنادهم » ، قادرين بإمتياز على تحويل « الأسد » إلى « نملة » !!!

خطاب التناطح



كنت أظن الاِختلاف يولد الأفكار والخيارات الكثيرة ..!" وكنت أظن وكنت أظن وخاب ظني " واتضح أنه يولد العداوة والبغضاء والكراهية .في بلدي تعددت التيارات وظهرت الأحزاب والفرق وحتى المذاهب أصبحت رقما صعبا في بلدي ..! الصراع الدائر بين تلك الأدمغة والعقول هو ليس وليد هذه الفترة من الزمن بل هو متوارث موجود بين تلك الثقافات والأفكار المختلفة منذ مدة طويلة ، ولكن الأمر استفحل في الأونة الأخيرة وأصبح ظاهرا للعيان والأذن أيضا ..!

اذا كانوا يقولون أن الفلسفة هي أم العلوم والتي تتعامل مع التفكير البشري بحسب توجهاته فمن جانب أخر هناك من يقول أن الفلسفة ماهي اِلا " هرطقة " وكلام فارغ ليس به الكثير من الفائدة المرجوة ، ولربما هذا ما يحدث بين مثقفي وسياسي بلدي الحبيب ..! كثر اللغط والاِتهامات بين أولئك المتخاصمون حتى بات المتتبع لهذه الأحداث يشمئز من اتهام أحدهم للآخر بوابل من الألقاب يطلقها عصبية ليس من شأنها الاٍرتقاء بالحوار أو الوصول اِلى نقطة التقاء بين الفريقين .. ! اِن مثل هذه النزاعات الكلامية المقروءة منها والمسموعة ليست محصورة على المفكرين والمثقفين والمتدينين في بلدي ..! بل اِن هناك نزاعا دائما وحربا دائرة تطحن برحاها كل من يدخل الملعب ..! أو لنقل في المحيط الكروي .. !

في عالم الحيوان عند فصيلة معينة من الحيوانات عندما يتقابل خصمان من نفس الفصيلة على أحقية ترأس مجموعة من القطيع يلجأ الطرفان الى حل جذري واحد لا ثاني له وهو " التناطح " وهو ضرب رأس برأس وهي طريقة قديمة ناجحة تنتهي بانتصار أحد الطرفين وتزعمه للقطيع واِنهاء أي صراع ولا يعود هناك خلاف بعده ويصبح المهزوم واحدا من القطيع .
.
.
.

الخميس، مايو 20، 2010

ايليا أبو ماضي



ولد ابو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891 وفي احدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سنّ الحادية عشرة إلى الاسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين.ويعتبر إيليا أبو ماضي واحدا من أبرز وأشهر شعراء المهجر. بل إن البعض يعده واحدا من أكبر ‏الشعراء المهاجرين. وقد ولد في قرية "المحيدثة" في لبنان سنة 1889.

وفي سنوات شبابه، ‏اقتدى بما فعل العديد من الأدباء والكتاب والصحفيين اللبنانيين في الثلث الأخير من القرن التاسع ‏عشر مطلع القرن العشرين، رحل إلى مصر ومكث في مدينة الإسكندرية أحد عشر عاما. ومن ‏هناك هاجر إلى أمريكاالشمالية وذلك عام 1911. وفي عام 1919 أصدر ديوانه الثاني "الديوان ‏الأول كان قد أصدره في مصر وكان بعنوان "تذكار الماضي" الذي حمل عنوان "ديوان إيليا أبو ‏ماضي". وقد حقق له هذا الديوان شهرة واسعة في أوساط المغتربين في الأمريكتين.

وفي عام ‏‏1927، أصدر ديوانه الثالث "الجداول" الذي كتب عنه ميخائيل نعيمة يقول:‏ ‏"فبين هذه الجداول ما تنسكب معه روحي مترقرقة، مترنمة، مطمئنة، جذلة بثور في عينيها، ‏وجمال على جانبيها. مرحة بحرية لا أرصاد عليها ولا قيود، ومدى لا آفاق لها ولا حدود". وإيليا أبو ماضي هو كما يصفه بعض النقاد "شاعر التأمل والتساؤل والحنين والطبيعة ومظاهرها ‏وأسرارها. وهو يختصر فلسفته الوجودية في قولته الشهيرة التالية:‏ ‏"كن جميلا تر الوجود جميلا"‏ وفي قصيدة له حملت عنوان "فلسفة الحياة" هو يقول:‏

أيها الشاكي وما بك داء ** كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إن شر الجناة في الأرض نفس ** تتوقى قبل الرحيل الرجيلا
والذي نفسه بغير جمال ** لا يرى في الوجود شيئا جميلا
أيها الشاكي وما بك داء ** كن جميلا تر الوجود جميلا

وبالنسبة الى إيليا أبو ماضي، الجمال والحب هما أحلى ما في الوجود. وفي قصيدة له بعنوان ‏‏"ليل الأشواق" هو يقول:‏

فإذاالحب كالفضاءوقلبي ** طائر في الفضاء ضل وتاها
إن نفسا لم يشرق الحب فيها** هي نفس لم تدر ما معناها
إن بالحب قد وصلت إلى نفسي ** وبالحب قد عرفت الله!‏

ومحاولا رسم صورة للشاعر المهاجر، هو يقول في قصيدة عنوانها "أنية المهاجر"
أيها السائل عني من أنا ** أنا كالشمس إلى الشرق انتسابي
لغة الفولاذ هاضت لغتي ولا ** يعيش الشدو في دنيا اصطحابي
لست أشكوإن شكى غيري النوى‏ ** غربة الأجسام ليست باغترابي
أنا كالكرمة لولم تغترب ما** حواها الناس خمرا في الخوابي
أنا كالسوسن لو لم ينتقل ** لم يتوج زهره رأس كعابي
أنا في نيويورك بالجسم وبالروح في الشرق على تلك الهضاب

واِليك عزيزي القارىء بعض أشعاره والمتمثلة في نظرة وفلسفة اِيليا للحياة وكيف أنه رجل بشوش متفائل يدعو للعمل والاِبتسام :

قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت ** ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم** لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى ** صارت لنفسي في الغرام جــهنما
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها ** لقضيت عــــمرك كــله متألما

يا صاح إنّ الكبر خلق سيء ** هيهات يوجد في سوى الجهلاء
والعجب داء لا ينال دواؤه ** حتى ينال الخلد في الدنياء
فاخفض جناحك للأنام تفز بهم ** إنّ التواضع شيمة الحكماء
لو أعجب القمر المنير بنفسه** لرأيته يهوي إلى الغبراء

كن بلسماً إن صار دهرك أرقما ** وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها ** لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا **أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟ ** أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟

شكرا لأعدائي فلولا عيثهم ** لم أدر أنهمو من الغوغاء
نهش الأسى لما ضحكت قلوبهم ** عرس المحبة مأتم البغضاء
ذني إلى الحسّاد أني فتّهم ** وتركهم يتعثرون ورائي
وخطيئتي الكبرى إليهم أنهم ** قعدوا ولم أقعد على الغبراء
عفو المروءة والرجولة أنني **أخطأت حين حسبتهم نظرائي

همسات خفيفة















حقوق الرجال






مقال للكاتبة جهير المساعد

الرجل مثل العطر الثمين ينثر حضوره في المكان ثم إذا رحل بقيت بقاياه! والرجل سر من أسرار السعادة الدنيوية.. هبة من الله للنساء من عرفت كنهه ذاقت زينة الحياة وبهجتها وأدركت نعيم السكن إلى حي وليس إلى ميت! نعيم السكن إلى قلب وجوارح وليس إلى جدران وأسقف.. واثنان لا يفترقان رجل مستقيم.. وجنة الأرض! إذا حضر الأول تحقق الثاني! والمرأة التي تعيش تحت مظلة رجل مستقيم تعرف مذاق الجنة وهي على الأرض! والرجل إذا جلجل صوته اهتزت الأنوثة وربت ومال غصن المرأة وأورق! وتدافع الأطفال يتسابقون فرحا.. جاء السعد! والبيت الذي لا يدخله رجل بيت حرمان! والحرمان أشد خطرا من الفقر! وإذا قالت المرأة الحياة تحلو بلا رجل..تكذب.. فحقيقة واحدة لا تبطل بمرور الوقت.. إن الله خلق الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض.. وكل منهما ناقص في غياب الآخر! والإعمار للحياة يبدأ من عند الرجل وينتهي عند المرأة! ورحم المرأة يقذف بالرجال لكن الأساس رجل في الظهر أعطى ثم أخذ!


الرجل للمرأة سند، وللحياة نعمة، وللبيت عماد، وللأنوثة ري، وللأوجاع ستر، وللحاجات سداد، وللشدائد فارس! وتكذب التي تقول إن وجود الرجل ليس ضرورة! ففي أقل الأشياء للرجل تأثير على المرأة! الكلمة الحلوة.. وهي كلمة منه تحييها حياة طيبة والكلمة المرة منه وهي كلمة تشقيها بحياة تعسة! أما الكلمة من غيره حتى لو كانت من امرأة أخرى أقوى وأجمل، فعمر النشوة بها قصير! ووقع صداها ضئيل! مثلها مثل شعلة الكبريت تضيء وتنطفئ بسرعة! وقوة تأثيرها إلى أجل محدود! المرأة يسعدها مديح امرأة أخرى لها.. لكن مديح الرجل يجعلها تطرب.. تحلق.. نشوة وسعادة وثقة وأملا ورضا وحبورا وبهجة وإشراقا كأنها تشهد ولادة لها من جديد والخلاصة الرجل انتصار المرأة.. فرجل لا تزداد به المرأة قوة ومضاء رجولته ناقصة وطلته باهتة! ولولا رجال مانحون ما كانت النساء بارزات! هو يعطيها المساحة وهي تزرع البذور ثم هو يسقي ويروي ثم تأتي هي وتحصد!! هكذا نجحن!

ويقولون وراء كل عظيم امرأة! هراء! ما أكثر عدد العظماء الذين لم يظهر في التاريخ أثر المرأة في حياتهم! لكن التخابث الذكوري أراد أن يلجم النساء بفكرة تعويضية.. تعوضهن مصابهن في خروجهن من قائمة العظماء فابتكر هذه العبارة المعسولة! فكم عدد «العظيمات» في التاريخ مقابل عدد العظماء؟! لذلك كانت العبارة تعويض فاقد! وطبطبة ذكورية على أكتاف النساء! ولا أحد وراء أحد! فالعظمة لا تحتاج إلى يد تدفعها إنها قوة تظهر ببطء وتشق لنفسها الطريق! وإذا كان ولا بد من مانح ومعطٍ وباذل! فما هو إلا الرجل! بنوا القواعد والنساء صعدن عليها وأصبحن واقفات! الرجال أرادوها واقفة.. فوقفت!

وفي الختام تتساءلون: هل أصيبت بالجنون هذه التي تكتب ؟؟ أقول: الجنون ليس مسبة لكن ما زلت خارج مصحة الأمراض العقلية! إنما أردت أن أطوي صفحات مللناها كلها كل يوم تتحدث عن المرأة وحقوق المرأة.. و.. و.. وأنا زهقت من السكوت عن حق الرجل المهضوم فإن شئتم جعلتم (المهضوم) صفة الحق أو صفة الرجل سيان فإني أقصد الاثنين معا!