الثلاثاء، يناير 06، 2015

في أحضان ساعة






1+1 = 2
 
سهلة جدا هذه المعادلة وليتها كانت الحياة كذلك .. ! أحيانا أجدني أهمس لنفسي قائلا : أنت يا من تدعي المشاغل والمتاعب في هذه الحياة , أتراك حقا متعب من هذه الحياة ..! أم هو مجرد شعور تحاول به أن تنشغل عن الحياة لغير الحياة .. ! ربما ..! لا أدري . قال لي أحدهم مرة ( الحياة أن تتعب في الحياة ) . في ظل هذا التطور وعصرنة الاِنسان كثيرة هي الأعداد والأرقام في معاملتنا اليومية , لا تكاد تحفظ رقما خاصا بك حتى يولد من رحم التطور رقما أخر تضيفه الى جهازك البصري أولا والعصبي ومن ثم الى أقصوصة من ورق حتى لا تنسى ومن ثم تنسى أين وضعت تلك الورقة ..! بداية بالاِستيقاظ من النوم فلا بد للساعة أن تكون أول من يقع بصرك عليها وهي تحمل أرقام تشير بعقاربها اِن كانت ذات عقارب الى قرب وقت الاِستيقاظ والاِستعداد للذهاب الى الحياة للعمل ليوم جديد لأرقام جديدة تضيفها في ( عداد ) حياتك .
 
حقا تثيرني هذه الأرقام ..! قد جعلت لجميع تلك الأقفال رقم موحد ولكن لم يفلح هذا الأمر..! فلا تزال الأرقام تهطل مدرارا ، وبشكل شهري وسنوي يتطلب عليك تغير بعض الأرقام وذلك للسرية والحفاظ على خصوصيتك ..!
 دقات قلب المرء قائلة له ،، اِن الحياة دقائق وثواني

أرقام للسيارة ..! مع أني لا أملك سيارة ذات أرقام سرية ( ) . تذهب للعمل وعيناك لا تفارقان الساعة حتى تتأكد أنه لازال هناك فسحة من وقت . رقم لجهاز الكمبيوتر ..! ورقم أخر لنظام الشركة وأخر للبريد الاِلكتروني .. ! وتتوالى الأرقام من كل حدب وصوب . ويزيد رصيدك من الأرقام شيئا فشيئا . ثم تأتي الى الأرقام خارج نطاق العمل . رقم لبطاقة الصراف وأخر لموقع البنك وأخر للجوال وربما يكون هناك رقم لجهاز التحكم في البيت .. ! ناهيك عن الأرقام العنكبوتية وأخرى مبعثرة هنا وهناك .. ! 
 
وحين ينسلخ النهار من جلد الليل وتهدأ الأصوات وتقر الأعين ويخيم الهدوء اِيذانا بقدوم الليل ، تسكن الأرواح وتخشع لموعد الهجوع والاِسترخاء ، هنا أحتضن الفراش ويتوسد رأسي المثقل بالأفكار والتي دائما ما تودي بي الى حيث لا رجعة على تلك الوسادة المصنوعة من أيادي كريمة وعظيمة تعيد بي الذكرى لها لتحمل عني كل ثقل وتزيح كل هم وتمسح عن الجبين كل تعب ( أمي ) . هنا كما بدأت أول يومي بالنظر الى الساعة صباحا خائفا قلقا أعيده مساءا خائفا من أن تكون الساعة قد جاوزت الوقت المعلوم للنوم فانا طفل في أحضان الساعة .. ! ونادرا ما ترجع بي ذاكرتي الخرفة الى يومي المنصرم فأنتهي بأن رقما أخر أضيف الى عمري .. ! الغريب أن العمر عبارة عن أعداد وأعداد حقيرة صغيرة لا تتعدى الرقمين .. !
 
-( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين )-
.
.
.