الأربعاء، يناير 01، 2014

احتفال صاخب 2014 ..!



 
 بهذا اللون البائس ..! بهذه الأحرف الممزوجة ألما والمعتصرة وجعا ، وبهذا الوجه الشاحب والذي ارتسمت على محياه تجاعيد الزمن بخطوط رسمها النبلاء..! 
 بهذه المدامع في وجه المدافع ، بهذا الطهر في وجه العهر ، بكل أقاصيص جدتي الشعبية وبكل ابتهالات أمي الطاهرة. بكل ابتسامة مغصوبة من شفاه البسطاء . لكل من أثروا على أنفسهم مع أن بهم خصاصة ، لكل أسرة فقيرة في أوروبا تحيط بالمدفأة في هذا البرد ، لكل طفل في أفريقيا لا يجد قوت يومه ، لكل أسيوي حطمت الأعاصير جدران بيته وانتهكت الأمطار حصاد زرعه ..! للمقتسمين الرغيف من أجل الحياة ..! 
 
 لكل من سالت عذريتهم على طاولة النبلاء ..! لكل أم تقف على عتبات بيتها منتظرة طفلها يرجع من مدرسته وربما لا يرجع ..! لكل طفلة رقصت على زخات المطر ببراءة الطفولة ..! لكل ألعاب الأطفال البريئة ,  للشيوخ في البيوت و للأيتام في دور الأيتام . للذاهبين في صباحهم الباكر للحياة من أجل تعب الحياة ..!  ..!
 لأولئك المشردين في أمريكا ، لأولئك المناضلين في جنوب العالم . لأولئك المساكين في الطرقات والشوارع . لأطفال العراق ولأطفال سوريا الملتحفين السماء والمفترشين الأرصفة ..!  للفقراء في كل العالم ، للمساكين في بقاع الأرض ، لكل عاصمة سكن نبلاؤها القصور مبنية على أشلاء من عاشوا في القبور ..!
 
 أقول لهم لا جديد في هذه السنة الجديدة ، فهي سـ تكون كالعام المنصرم ..! فـ قد استقبل النبلاء عامهم الجديد بحفاوة وترحيب وعهد جديد أخذوا على عاتقهم تحقيقه كما يفعلون في كل سنة ..! لقد أفرغوا كؤوسهم المملوءة خمرا في عقولهم الفارغة ..! لقد سكروا على أخبارنا وتمجدوا بما فعلوا في عامهم المنصرم ..! لقد استباحوا كل محظور. لقد أطفئوا الأنوار لـ لحظات لا ليستشعروا ظلام عيشتنا بل ليقولون لنا أنا مفاتيح تلك الأنوار لازالت في أياديهم . سجعلون الفقير يزداد فقرا ..! والغني يزداد غنى ..! 
 
 ياسادة  سيكتبون بدمائنا أمجاد بطولاتهم ..! سيرسمون بدمعنا خريطة العالم ..! لقد ألوا على أنفسهم سرقة فرحتنا وقتل بهجتنا .  لقد رقصت تلك الذئاب على أشلاء كرامتي ..! سكبوا ما تبقى من نبيذهم على طهارتي .. ! سيجمعون الأموال من فوق جثثنا، سـ يستحلون كل محظورو سينتهكون كل قيم ، سيجتثون الأخلاق وينتزعون المبادىء.  لقد اقتسموا أرواحنا واقسموا على اخراجها للعالم الأخر ..!
 
وكل عام ونبلاؤنا ...........! 
 
ولا عزاء للغرباء
.
.
.