السبت، مايو 22، 2010

خطاب التناطح



كنت أظن الاِختلاف يولد الأفكار والخيارات الكثيرة ..!" وكنت أظن وكنت أظن وخاب ظني " واتضح أنه يولد العداوة والبغضاء والكراهية .في بلدي تعددت التيارات وظهرت الأحزاب والفرق وحتى المذاهب أصبحت رقما صعبا في بلدي ..! الصراع الدائر بين تلك الأدمغة والعقول هو ليس وليد هذه الفترة من الزمن بل هو متوارث موجود بين تلك الثقافات والأفكار المختلفة منذ مدة طويلة ، ولكن الأمر استفحل في الأونة الأخيرة وأصبح ظاهرا للعيان والأذن أيضا ..!

اذا كانوا يقولون أن الفلسفة هي أم العلوم والتي تتعامل مع التفكير البشري بحسب توجهاته فمن جانب أخر هناك من يقول أن الفلسفة ماهي اِلا " هرطقة " وكلام فارغ ليس به الكثير من الفائدة المرجوة ، ولربما هذا ما يحدث بين مثقفي وسياسي بلدي الحبيب ..! كثر اللغط والاِتهامات بين أولئك المتخاصمون حتى بات المتتبع لهذه الأحداث يشمئز من اتهام أحدهم للآخر بوابل من الألقاب يطلقها عصبية ليس من شأنها الاٍرتقاء بالحوار أو الوصول اِلى نقطة التقاء بين الفريقين .. ! اِن مثل هذه النزاعات الكلامية المقروءة منها والمسموعة ليست محصورة على المفكرين والمثقفين والمتدينين في بلدي ..! بل اِن هناك نزاعا دائما وحربا دائرة تطحن برحاها كل من يدخل الملعب ..! أو لنقل في المحيط الكروي .. !

في عالم الحيوان عند فصيلة معينة من الحيوانات عندما يتقابل خصمان من نفس الفصيلة على أحقية ترأس مجموعة من القطيع يلجأ الطرفان الى حل جذري واحد لا ثاني له وهو " التناطح " وهو ضرب رأس برأس وهي طريقة قديمة ناجحة تنتهي بانتصار أحد الطرفين وتزعمه للقطيع واِنهاء أي صراع ولا يعود هناك خلاف بعده ويصبح المهزوم واحدا من القطيع .
.
.
.

ليست هناك تعليقات: