السبت، يونيو 12، 2010

بلادستان

قبل الدخول في هذه القصة دعونا نتعرف على هذه القصة من خلال صاحبة هذه الحكاية ..! فأنا أعرفها تمام المعرفة ولا يجيد أحد ما سرد هذه القصة سوى هي ..! تفضلي يا هي فـ كلنا أذان صاغية .
هي : شكرا يا عبدالله فـ كثير من الناس لا يحسنون الاٍستماع اٍلى ولا يودون أن يعرفوا حقيقة ما حصل في بلدتي " بلادستان " .

تبدأ الحكاية من هنا

تقع بلدتي على مقربة من " قلبي " يحيطها من الشرق بحر من " الحب " ومن الغرب " بحر من " المشاعر " أما من الشمال فستجد أن بها كثيرا من " الود " وأما من الجنوب فهي عامرة " بالاٍخلاص " هذه هي الجهات الأربع التي " كانت " تحيط بـ بلدتي ..!! كانت سماء " بلدتي " تمطرنا مدرارا وكانت أرضها تربو وتهتز حتى تخرج لنا من طيبات الأنعام مالذ وطاب ومن السهول كنا نزرع الخير ونحصد المحبة . وفي بحرها كنا نخرج من أعماقه اللؤلؤ وأجمل الياقوت .

أما مساحتها فهي كبيرة جدا بحيث أنك لا تستطيع قياس حجمها الجغرافي الكبير ، و كانت تركيبة بلدتي السكانية مكونة من عدة أجناس فهي طيبة اٍلى حد كبير بل اٍنها كانت تستقطب كل بعيد وقريب وتحنو على الصغير قبل الكبير . كان يتألف سكان " بلدتي " من : الحكمة فقد كان معروفا في دار الحقيقة وهو النديم الأوحد في تلك الليالي الخوالي , وكانت الأمانة تسكن بجانب السوق وذلك لأنها كان بمثابة " الشاه بندر التجار " في " بلدتي " وكان يقطن في ضواحي البلدة عائلة عريقة كانت أشبه بأسوار لـ بلدتي فقد كانت عائلة الأخلاق هي العائلة الكبيرة والتي لطالما كانت تحمينا من الأعداء .. !

أما العدل فقد كان بمثابة قائد الشرطة فقد كان يسير الأمور بتدبر . وكانت هناك الرحمه وهي امرأة كبيرة يحبها الجميع وكانت لا تستنكف الدخول في البيوت بل كانت السعادة تغمرنا بمجرد رؤيتها ..! وكان هناك الصدق والوفاء وهما صديقان حميمان لا يكادان يفترقان عن بعضها البعض . أما باقي أفراد " بلدتي " فهناك العزة والأنفة وهما قريبان بل أعتقد أنهما أبناء عمومة ..! والكثير مما لا يحضرني أسماءهم لشدة ما ألم بي من الكرب ، وكنت أنا ( .....) أحد أبناء هذه البلدة الطيبة.

نفس عميق ومن ثم زفرة حارقة

وفي اٍحدى ليالي الصيف وكما لم أذكر لك أن " بلدتي " تمر بها تيارات هوائية عن طريق البحر فتتخلل المزارع والمروج لتصل اٍلينا بهواء بارد. جاء الى " بلدتي " رجل وسيم..! ويتضح من لباسه أنه كان رغيد العيش مترف . ترتسم على محياه معالم القوه ، كان اسمه ( مال ) وكان هذا الـ مال قد دخل " بلدتي " صفر اليدين فأكرمه أهل البلدة أيما اٍكرام ورحبوا به .كان " مال " ماهرا في كل شيء ..! حتى أنه استطاع بمهارته وذكائه أن يصنع " رحى "

ومن هنا ياسيدي تبدأ معاناتي

استطاع بكل مهاره أن يستحوذ على قلوب أهل البلدة فأصبح الكل " يبيه " . لم تكن تلك الرحى عادية بل كانت أشبه بالمعجزة وذلك أنها كانت تطحن الحبوب لا لتخرج لنا القمح المطحون ولكن كانت تخرج لنا " مال " !! واستطاع بسرعة أن يقلب موازين القرية بل أكثر من ذلك فقد قلب موازين قلوب أهل القرية ..! فلم يعد الصدق والوفاء على وفاق ، وكذلك العدل انتكس وأصبح على عكس ماعهدناه . أما الحكمة فقد اختفت في غموض ..! ولم تعد دار الحقيقة موجودة منذ اختفاء الحكمة ..! والأمانة طردت من السوق وذلك أن " مال " اشترى بماله كل المتاجر التي كانت تملكها الأمانة . أما الرحمه فقد انتزعت أرضها بالقوة ولم تطق المكوث بعد أن سلبت أرضها.

عندها استفحل أمر " مال " وعلا شأنه وأرسل في طلب أصدقاءه من كل مكان ، فـ جاءت الفتنة واستوطنت " بلدتي " والجور اغتصب حقوق أهل القرية والظلم أتي من بعيد برداءه الأسود الطويل وأخذ يجلد بسياط الظلم جلود أبناء بلدتي . وحتى الأخلاق وجدت مخنوقة ولم نكن نعرف القاتل ..! وأصبحت أسوار بلدتي محروسة من قبل الرذيلة ، أما أنا فقد هربت مع مابقي من أبناء بلدتي نجوب البلاد بحثا عمن يؤمن لنا الحماية ..!
.
.
.

ليست هناك تعليقات: