قالت النَّسمَةُ
هذا الَنَّحْلُ غالي في أذاهْ.
كم علي وَجْنَتِكِ الغَضَّةِ
قد أطبقَ فاهْ
وَمَضي يَرشِفُ مِنها الدَّمَ حتّي مُنتهاهْ!
عَجَباً مِمّا أراهْ !
لِمَ لاتُبدينَ شكوي أبداً مِمّا أتاهْ ؟!
ولماذا الشَّوكُ
لايُبدي لَهُ أيَّ انتباهّْ ؟!
قالتِ الزَّهرةُ:
فَلْيرشِفْ كما شاءَ هَواهْ
كُلُّ أعضائي فِداهْ !
لِمَ أَشكو؟!
كُلُّنا فَوقَ مَنايا غَيرهِ يَعدو..
لتحقيقِ مُناهْ.
أنتِ، ياشهقةَ رُوحِ الرّيحِ،
تمتصّين عِطري..
لِتَسوقيهِ إلي كُلِّ اتّجاهْ.
وَهْوَ يمتصُّ دمائي..
ثُمَّ يُلقيها
وَيُلقي مَعَها ذَوْبَ دِماهْ
عَسَلاً فَوقَ الشِّفاهْ !
وأَنا..
تاجي
وَعَرْشي
وَعُطوري المشتهاهْ
كُلُّها
مِن جَسَدِ الطّينِ
وَمِن روحِ المياهْ !
نَحنُ يا أُختاهُ نُعطي ماجَنَيْنا
وَهْوَ يَجني ثُمَّ يُعطي ماجَناهْ.
هكذا تحلُو الحياهْ
حِينَ يَشقي كُلُّنا
مِن أَجْلِ إسعادِ سِواهْ !
أحمد مطر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق