الأحد، أبريل 25، 2010

سيد الشعراء



هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، ولد سنة 303 هـ في الكوفة بالعراق، وعاش افضل ايام حياته واكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ويقولون عنه بانه شاعر اناني ويظهر ذلك في اشعاره. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.


صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني.

من أفضل ما قال المتنبي قصيدة في سيف الدولة الحمداني والتي مطلعها :

 وَا حَـرَّ قَلبـاهُ مِمَّـن قـَلْـبُهُ شَبـِمُ ** ومَـن بِجـِسمـي وَحـالي عِنْـدَهُ سَقَـمُ 

لا يمكن أن أختزل قصائد هذا الشاعر في موضوع واحد ولا حتى انتقاءاته الفريدة في صفحة واحدة ..! كيف يطيب لمن له قلب أن يقتصر على بيت أو أكثر ..! اِنه ملحمة شعرية وموسوعة أدبية لم تكن ولن تكون لها مثيل . انه كما قال مفتخرا وحق له الفخر بأن أسمعت كلماته كل من به صمم . وهذه قليل من كثير أبياته

قد كنت أشفق من دمعي على بصري **  فاليوم كل عزيز بعدكم هانا‏

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

ورب عائب قولا صحيحا **  وآفته من الفهم السقيم

قد شرف الله أرضا أنت ساكنها ** وشرف الناس إذ سواك انسانا

ما كنت ممن يدخل العشق قلبه ** ولكن من يبصر جفونك يعشق

وما الدهر إلا من رواة قصائدي ** إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا

تمر بك الأبطال كلمى جريحة ** ووجهك وضاح وثغرك باسم

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ** لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

كفى بك داءا أن ترى الموت شافيا * * وحسب المنايا أن يكن أمانيا

على قدرأهل العزم تأتي العزائم  ** وتأتي على قدر الكرام المكارم

عيد بأي حال عدت يا عيد  ** بما مضى أم لأمر فيك تجديد

ليست هناك تعليقات: