الشهرة : هي الاِبن الشرعي للتميز والاِبداع ..!
أي أنه حق شرعي وطبيعي لصاحب هذا الاِمتياز أن يكون أبا لتلك الشهرة . كالعلماء والقادة والشعراء وغيرهم ،،، لكن هل يكون التميز والاِبداع فقط اِيجابيا ..! أليس هناك أبناء غير شرعيون للشهرة ..! سلبيين ،، كالمجرمين ..! وربما يكون في ذات النمط والطريق ، كالقادة مثلا فهناك مجرمي حرب وكتاب وأخرين ...الخ. اِذن هناك أبناء شرعيون وهناك لقطاء ..!
اِذا كان للاِنسان حاجات يحتاج الى الوصول اِليها فعليه الحصول على تلك الحاجات تدريجيا وبحسب حاجة هذا الاِنسان وتختلف بالطبع من شخص لآخر بدءا بـ حاجة الاِنسان الغريزية كالأكل والشرب وانتهاءا بـ حاجة الاِنسان التكميلية كـ تحقيق طموح وحُلُم معين . هذا هو الحق الشرعي للاِنسان وهو البحث عن الأفضل والتميز . ولكن الغريب في هذا الزمن وفي بلدي خاصة هو البحث عن الشهرة فقط دون النظر الى السلم أو الهرم أو حتى الحاجة ..! فهل يتخلى المرء عن دينه ، مبادءة ، عاداته وتقاليده فقط للوصول الى تلك الغاية ..! حتى ولو كانت تلك الغاية هي عكس ما يؤمن به ..!
ودك الولد يشتهر في شبابه ** بالطيب ولا بالعلوم الرديات ..!!!
في ظل غياب الاِنضباط الاِداري والديني والاِجتماعي والأدبي وفي مقدمة كل ما سبق الغياب الاِنساني ، ظهر على الساحة كل ما هو غريب ..! ظهر كل ما كان بالأمس من الموبقات أصبح اليوم ماهو اِلا مجرد سوء تفاهم وحرية شخصية واجتهاد ..! أغرب مافي الأمر أن الكثير من تلك الحالات تمخضت من تلقاء نفسها ..! ليس لها أب ولا أم ..! أي أنها لم تكن لتظهر لولا أن قام بها أشخاص دون سؤالهم عنها ..! فهي اجتهادات فردية أدت بالتالي الى شهرتهم ..! كيف ولم ومتى ..! ظهرت وحسب
هل الغاية تبررها الوسيلة ..!
وحتى تصل الى أعلى الهرم يجب عليك الخروج عن كل ما هو مألوف وفطري وربما يتعين عليك في بعض الأحيان أن تضرب بمعتقداتك عرض الحائط ..! يجب عليك أن تخرج بشيء لم يألفه العامة وغريب على المجتمع ،، مثلا أن تخرج على قناة فضائية وتشرح لهم طبيعة الجنس وكيفية الجنس وأوضاعة في مجتمع يعتبر ( من المفترض ) أن يكون محافظا ..! أو ربما تخرج في رواية لا تمت للأدب بصلة سوى أنها شيء خارج عن المألوف وعلى غير عادة الروائيون في رواياتهم ..! أو ربما تخرج بفتوى عن الغناء مثلا ..! أو ربما كـ شاعرة تجرح اِصبعها وهي تلقي القصيدة فـ يسيل الدم فـ تلعقه أمام الحضور..! وحتى تصل الى الشهرة الحقيقية بكل سهولة ما عليك سوى أن تدخل الى غرف البالتوك وتتكلم بألفاظ شوارعية سوقية وتكون محط اهتمام وحلال لمشاكل المجتمع ..! وتستطيع أن تصل الى قمة الهرم عندما تكون رئيس اِدارة ما ونسبة الفساد في تلك الاِدارة ماهي اِلا ( 90 % ) فقط ..!
لا عزاء للغرباء
هناك في بلدي الكثير والكثير من الذين لم يسلط الاِعلام عليهم أي ضوء ولم يأخذوا حقهم الكافي ولم تتاح لهم الفرصة في الظهور الحقيقي اِعلاميا واجتماعيا وعالميا . وهؤلاء هم حقا الغرباء ..! ولا حاجة لهم بالظهور أمام شاشات التلفاز وفي الصفحات الأولى من الصحف ولا في المجلات فهم أكبر بكبير بعلمهم وعملهم .
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق